الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

ماينبغي أن تعرفه عن التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال .....

ينقسم التهاب الأذن عند الأطفال إلى : 

- التهاب الأذن الخارجية 
- التهاب الأذن لوسطى 

وكل منهما قد يكون حاداً أو مزمناً 

التهاب الأذن الوسطى الحاد : 

بشكل تقريبي فإن حوالي ثلثي الأطفال تصيبهم نوبة واحدة من التهاب الأذن الوسطى الحاد على الأقل ببلوغهم سن الثالثة من العمر 
, بينما 50% من الأطفال يصابون بأكثر من نوبة. 

معظم الحالات تحدث في الرضع والأطفال الصغار في الفترة من ستة أشهر إلى أربع سنوات ونصف من العمر. 

معظم الحالات تحدث في الفترة من سن ستة أشهر إلى ثلاثة عشر شهراً. 
تقل الإصابة به مع تقدم عمر الطفل, حيث يحدث انخفاض حاد في الإصابة به بعد سن السادسة من العمر 

أبانت أحد الدراسات أن الالتهاب قد يستمر حوالي أربعة أسابيع لدى 40% من الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب الأذن الوسطى الحاد. 

وتمثل الحالات التي تصيب الأطفال في مادون السنة من العمر نسبة عالية من عودة الانتان بعد علاجه والذي قد يكون حاداً أو مزمناً. 

معظم الحالات تحدث في فصل الشتاء متزامنة مع التهاب الجهاز التنفسي العلوي, والذي تكثر حالاته في هذه الفترة . 

يصيب هذا الإنتان الذكور أكثر من الإناث 

العوامل المساعدة على حدوث هذا المرض : 

- الحنك المشقوق cleft palate 
- الازدحام 
- تعرض الطفل للتدخين السلبي (وجود أحد المدخنين بالبيت الذي يسكنه الطفل ) 
- الأطفال الذين يتغذون بالحليب البقري أكثر عرضة من أولئك الذين يتغذون بالحليب الإنساني. 
- للعوامل العائلية دور في حدوث المرض, إذ تزداد حالات الإصابة لدى الطفل عندما يكون أحد أبوي أو أخوته قد أصابه هذا الالتهاب ( لايشترط تزامن الإصابتين ). 

مالذي يمثله التهاب الأذن الوسطى من أهمية؟ 

- كثرة حدوثه عند الرضع والأطفال. 

- يُعتبر أحد أسباب ارتفاع الحرارة الرئيسية التي غالباً ما يُجهل سببها بسبب عدم فحص الطبيب للأذن. 

- كذاك فهو أحد أسباب البكاء المجهول السبب لدى الأبوين, فقد يستيقظ الطفل في آخر الليل باكياً بشكل غير معتاد, تفشل معه كل الوسائل لتهدئته, بسبب وجود ألم حاد بالأذن. 

- لما يترتب على اهمال علاجه أوالتأخر في تشخيصه من مضاعفات قد تكون خطيرة, سنشير لها فيما يأتي. 

دور قناة استاكيوس في حدوث التهاب الأذن الوسطى : 

تعمل قناة استاكيوس حلقة وصل بين الأذن الوسطى والخيشوم الخلفي nasopharynx , ولهذه القناة دور في : 

- حماية الأذن الوسطى من الإفرازات الأنفية البلعومية, وتصريف افرازات الأذن الوسطى إلى الخيشوم. 

- موازنة الضغط الهوائي داخل الأذن الوسطى مع الضغط الجوي. 

إنَّ قناة استاكيوس تكون عادة مغلقة عند الراحة ومفتوحة أثناء عملية البلع. 

إنَّ التهاب الأذن الوسطى الحاد والمتكرر إنما هو حصيلة عدد من العوامل يمثل خلل قناة استاكيوس الوظيفي عاملاً مشتركاً فيما بينها, كما أن التهابات القسم العلوي للجهاز التنفسي دور كبير في ذلك. 

من ناحية تشريحية فإن قناة استاكيوس في الرضع والأطفال تختلف عن تلك التي بالكبار. إنَّ هذه الأنبوبة أقصر طولاً, وأوسع قطراً, وتسير بشكل مستقيم لا اعوجاج فيه عند الرضع والأطفال الصغار مما يسهل ارتداد الإفرازات الأنفية إلى الأذن الوسطى مؤدياً إلى حدوث أو تكرر نوب إنتان الأذن الوسطى لدى هؤلاء. 

كذلك فإن الانسداد الوظيفي للقناة أكثر حدوثاً في الأطفال الصغار والرضع لأن كمية وقوة الأنسجة الغضروفية الداعمة للقناة أقل عند هؤلاء مقارنة بالأطفال الكبار. 

الانسداد الميكانيكي والوظيفي للقناة يعمل على إحداث خلل بالتوازن الهوائي داخل الأذن الوسطى وخارجها. 

تكون نوب إنتان القسم العلوي من الجهاز التنفسي أكثر حدوثاً لدى الرضع والأطفال الصغار, وهذه الإنتانات تعمل على حدوث وَذَمَة بالطبقة المخاطية للأذن الوسطى مؤدية إلى خلل في وظيفتها 


الوَذَمَة : تراكم السوائل في الأفضية بين الخلوية يشكل يفوق الحالة السوية, مما يؤدي لزيادة حجم النسيج ( أو العضو) بسبب زيادة كمية السوائل فيه. 

العوامل الداخلية التي تعمل على حدوث خلل بوظيفة القناة مثل سائل الأنسجة edema بسبب الحساسية أو الإنتان, أما العوامل الخارجية فمن بينها وجود شبه غُدي (لحمية ) adenoid وهو عبارة عن نسيج غدي الشكل يوجد بالحلق وتتألف من اللوزة البلعومية, ويلحظ بشكل خاص لدى الأطفال في بلعومهم الأنفي. إن شبه الغدي (اللحمية) لدى الأطفال قد تملأ حيزاً من الخيشوم الخلفي مؤدية إلى حدوث انسداد بالأنف وفتحة قناة استاكيوس المتصلة بالأنف مما يحدث خللاً بوظيفة قناة استاكيوس. 

ماهي الميكروبات المسببة لإنتانات الأذن الوسطى : 

تعتبر المكورات الرئوية PNEUMCOCCUS أكثر الجراثيم المسببة , وهنك ميكروبات أخرى غيرها. 

كذلك فإنَّ الفيروسات قد تؤدي إلى حدوث التهاب بالأذن الوسطى. 
أعراض التهاب الأذن الوسطى الحاد : 

الأعراض لدى الرُّضع والأطفال الصغار : 

الأعراض لدى الرضع ولأطفال الصغار تظهر على شكل بكاء شديد مستمر, وتململ, وتقيؤ,واسهال, مصحوباً بحمى. 

يكون البكاء غير عادي, ومجهول السبب للأبوين, وتفشل كل الوسائل المعروفة لدى الأبوين في تهدئة الطفل. إن سبب البكاء هنا هو الألم الذي يعاني منه الطفل والذي يعبر عنه بالبكاء. 

الاسهال أحد الأعراض الهامة في هذا السن, وغالباً مايُشخص خطأ على أنه نزلة معوية حادة من قبل بعض الأطباء الذين يغفلون أهمية فحص الأذن كجزء أساسي في تقييم حالة الطفل المرضِية. 

لذا أحب التأكيد أن ليس كل حالة اسهال وتقيؤ هي نزلة معوية, لأن هذين عرضين لأمراض عدة, والفحص السريري للطفل يساعد في معرفة سبب حدوثهما. 

التهاب الأذن الوسطى الحاد يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الاختلاجات ( التشنجات) الحرارية لدى الأطفال. 

الأعراض لدى الأطفال الكبار : 

- الشعور بألم بالأذن والذي قد يكون غالباً حاداً 
- ارتفاع في درجة الحرارة لدى 30-50% 
- ثقل في السمع 
- توعك, تململ, أو كسل. 
- ثَّر أذني : خروج السوائل من الأذن 
- الإسهال والتقيؤ ولكنه أقل حدوثاً من الأعراض السابقة. 
- قد يشكو بعض الأطفال من طنين بالأذن ودوار. 

قد يحدث انفجار بطبلة الأذن لدى جميع الأطفال, فيتدفق منها قيح, يستمر خروجه لفترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. 


كيف يتم تشخيص التهاب الأذن الوسطى؟

من خلال المعلومات المذكورة أعلاه مدعوماً بالفحص السريري على الأذن لمشاهدة وجود الالتهاب بغشاء الطبلة من خلال منظار الأذن. 

العلاج : 

- إعطاء المضاد الحيوي المناسب كـ Augmetin أو AMOXIL لفترة كافية لا تقل عن عشرة أيام متواصلة بصرف النظر عن سرعة التحسن لدى المريض. إنَّ من الأخطاء التي يفعلها البعض هو إيقافهم إعطاء الدواء للطفل بعد مرور ثلاثة أيام من العلاج عند اختفاء أعراض المرض. إنه ينبغي الاستمرار في إعطاء العلاج حتى بعد اختفاء الأعراض المرافقة, لأن اختفاء الأعراض لا يعني انتهاء المرض. إن أحد أسباب تكرر التهاب الأذن الوسطى الحاد هو الإيقاف المبكر للعلاج. 

هناك بعض الأدوية الخاصة كـ Azthromax تعطى لفترة أقصر تترواح مابين ثلاثة إلى أربعة أيام. 

- إعطاء مسكن الألم ومخفض الحرارة كـا الباراسيتامول ( تمبرا, تايلينوا الخ) أو تحميلات الفولتارين قوة 12,5 مليجرام. 

إن إعطاء هذا المسكن في حالة الطفل الذي يبكي بشكل غير اعتيادي, سيعمل على تهدئة الطفل. 

- دواء مخفف للاحتقان كـ Actifed (أكتيفِد)للتخفيف من احتقان الأنف إذا كان التهاب الأذن متزامناً مع الزكام . 

- مضادات الهستامين كـ histop لدى الأطفال الذين لديهم حساسية بالأنف. 

- في حالة عدم حدوث تحسن في حالة الطفل العامة خلال 24-48 ساعة, ينبغي إعادة تقييم حالة الطفل من قبل الطبيب المختص. 

في بعض الحالات قد يستلزم الأمر شفط السائل المتجمع بداخل الأذن الوسطى بواسطة إبرة خاصة Tympanocentesis لفحصها وزراعتها للتأكد من نوعية الميكروب المسبب واختبار استجابته للدواء مخبرياً. 

- في حالة انثقاب الطبلة وخروج الإفرازات المتجمعة بالأذن الوسطى ينبغي تنظيف الأذن الخارجية باستمرار. 

_ أحب التأكيد أنَّ استخدام قطرات الأذن عديمة الفعالية في علاج حالات التهاب الأذن الوسطى. 

ما مخاطر التهاب الأذن الوسطى؟ 

- الصمم الجزئي أو الكلي. 

يُعتبر الصمم أكثر المضاعفات حدوثاً, وقد يكون مؤقتاً أو دائماً. 

- انثقاب الطبلة, واندفاع محتويات الأذن الصديدية إلى الخارج. 

يحدث ذلك عادة في منتصفه الطبلة, و خلال الفترة الحادة للمرض. 

- التهاب الأذن الوسطى المزمن, وهذه الحالة تستلزم التقييم من قبل اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لمعرفة السبب المؤدي كالغُدَّانيات adenoids 

- ورم كوليسترولي cholesteatoma وهي عبارة عن كتلة شبيهة بالكيس المبطن داخل الأذن الوسطى يحتوي على بقايا خلايا متوسقة وبقايا مواد دهنية وقد يكون مصحوباً بإفراز كريه الرائحة. 


- تصلب الطبلة Tympanosclerosis وهي حالة تتسم بوجود كتل من النسيج الضام الكثيف حول العظيمات السمعية في الجوف الطبل, وهي أحد أسباب حدوث الصمم. 


- التهاب الخَشَّاء mastoiditis - (الخشاء هو بروز من العظم الصدغي يبرز خلف الأذن) يؤدي إلى إفراز صديدي, وقد يؤدي إلى بعض المضاعفات. 

التهاب السحايا وخراجات المخ, إذ تعبر الميكروبات الأذن الوسطى إلى داخل الجمجمة. 

أحب التأكيد أن كثيراً من هذه الأسباب منشؤها هو تأخر إعطاء العلاج بسبب تأخر التشخيص, أو عدم إعطائه لفترة كافية. 

أؤكد أن الفترة العلاجية لاتهاب الأذن الوسطى ينبغي ألا تقل عن عشرة أيام في معظم الحالات. 

من الأعراض التي غالباً ترافق التهاب الأذن الوسطى هو انصباب الأذن الوسطى Middle ear effusion وهو عبارة عن سائل متجمع داخل الأذن الوسطى. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق