الإجهاض من الناحية الطبية هو خروج محتويات الحمل في أي وقت قبل الأسبوع الرابع والعشرين من بداية الحمل.
ما تعريف الإجهاض المتكرر من ناحية طبية ؟
هو حدوث الإجهاض ثلاث مرات متتالية أو أكثر.
إذا فالإجهاض المتكرر هو حدوث الإجهاض قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل لثلاث مرات متتالية أو أكثر.
كي نجيب على هذا السؤال :
* ما هو علاج الإجهاض المتكرر؟
علينا أن نشير إلى ذكر الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه, لأن العلاج يختلف طبقا للسبب المؤدي إلى حدوث الإجهاض.
ما أسباب حدوث الإجهاض المتكرر؟
يمكنني أن اقسمها إلى قسمين :
أولا : أسباب معروفة.
ثانيا : أسباب مجهولة.
من الأسباب المعروفة, ما يلي :
أولا : وجود خلل في البويضة الملقحة وأهمها خلل في الكروموسومات أو ما يعبر عنها بالصبغة الوراثية.
يعتبر هذا السبب أهم أسباب الإجهاض التلقائي حيث أنه السبب وراء ما يقدر بـ 60% ـ 70% من إجمالي حالات الإجهاض بشكل عام.
تحدث هذه الاختلالات الكرموسومية تشوهات جنينة تؤدي إلى رفض الرحم لهذا الجنين المشوه, ويعتبر ذلك من أسباب لطف الله سبحانه وتعالى.
يمكن معرفة هذا السبب من خلال إجراء فحص لكرموسومات الأبوين أو الجنين المجهز في مختبرات خاصة.
لا يوجد علاج لهذا النوع من الإجهاض المتكرر, حيث أنه قد يتكرر مستقبلا.
ثانيا : أسباب مرتبطة بالرحم
1- كأن تكون بالرحم عيوب خلقية أو أن يحتوي الرحم على أورام ليفية, وتعمل هذه المشاكل على عدم مقدرة الرحم على استيعاب الجنين, وبالتالي حدوث الإجهاض.
من الأمثلة القوية على العيوب الخلقية وجود الحاجز الرحمي الذي يشكل 70 % من أسباب الخلل التشريحي الرحمي.
يغير الحاجز الرحم من شكل الرحم تشريحيا, كذلك فإنه يحتوي الحاجز الرحمي على شعيرات دموية أقل لا تكون كافية لتغذية الحمل بالشكل الكافي.
من الأمثلة الأحرى على العيوب الرحمية الخلقية, الرحم ذو القرنين.
يمكن معرفة السبب في مثل هذه الحالات خلال الفحص بالأمواج فوق الصوتية, التي تعطي صورة واضحة عن الرحم وتفصيلاته, كذلك يساعد المنظار الاستكشافي للرحم في تشخيص العيوب الخلقية للرحم وإصلاحها.
يمكن إصلاح العيوب الرحمية و اسئصال الأورام الليفية جراحيا بالمنظار الرحمي.
- وجود التصاقات داخل الرحم نتيجة التهابات رحمية , أو بكمضاعفات لعمليات التنظيف أو العمليات الجراحية, تجعل استمرار الحمل واستقراره صعبا.
يمكن علاج هذه المشاكل جراحيا بالمنظار الرحمي.
2- ضعف العضلة القابضة لعنق الرحم ( اتساع فتحة عنق الرحم ) حيث يؤدي للإجهاض بعد الشهر الرابع من الحمل.
ما سبب حدوث هذه المشكلة ( اتساع فتحة عنق الرحم ) ؟
قد يكون السبب خلقيا أو مكتسبا نتيجة تمزق العضلات بولادة سابقة أو كأن يكون أحد مضاعفات عملية توسيع أو معالجة جراحية سابقة لعنق الرحم.
في هذه الحالات يكون عنق الرحم أقصر وأوسع من المعتاد مما يجعل العضلة غير قادرة على احتمال ثقل الجنين الذي يزداد مع تقدم الحمل, وبالتالي حدوث الإجهاض.
يحدث الإجهاض في العادة دون أن يكون مصاحبا بانقباضات رحمية ملحوظة.
علاج هذه المشكلة يتمثل في تقوية ضعف الرحم خلال عمل رباط لعنق الرحم تحت التخدير العام بعد الشهر الثالث من الحمل تفاديا لحدوث الإجهاض.
ثالثا : وجوداضطراب بجهاز المناعة لدى الأم :
حيث توجد أجسام مضادة بدم المرأة الحامل تهاجم الجنين باعتباره جسما غريبا ينبغي التخلص منه, ومن الأمثلة القوية على ذلك مرض الذئبة الحمراء SLE , حيث يكون الجسم أجساما مضادة ضد نفسه وضد الجنين فيعيق الجسم عن أداء وظائفه في المحافظة على الجنين فيحدث الإجهاض.
علاج هذه المشكلة يتطلب تعاونا واتصالا بين اختصاصي الأمراض الرثوية وطبيب النساء الولادة, حيث أن هناك خطة معينة ينبغي السير عليها قبل الحمل وخلال حدوثه, حفاظا على صحة الأم وجنينها.
اسباب أخرى مثل :
1- نقص هرمون البروجستيرون الذي يفرزه الرحم, ويعتبر هذا الهرمون ضروري لتدعيم بطانة الرحم وتهيئتها لاستقبال الجنين إلى أن تكون المشيمة قادرة على ذلك و الذي يتم عادة بعد الأسبوع الثامن من الحمل.
إن نقص هرمون البروجستيرون يؤدي إلى بعض حالات الإجهاض المتكرر
علاج هذه المشكلة :
إعطاء ما يعرف بالهرمونات المثبتة , عن طريق أقراص أو حقن.
2- مرض تكيس المبايض الذي يكون مصحوبا بارتفاع ف هرمون LH والذي له دور في مشاكل العقم والإجهاضات المتكررة .
3- اضطرابات التبويض مما يؤدي إلى إنتاج بويضات مشوهة أو غير ناضجة أو , وهذه الحالات تشخص بتتبع مسار البويضة بالأمواج فوق الصوتية , وعلاجها هو علاج السبب المؤدي إلى حدوثها.
4- الداء السكري لدى الحامل.
يؤدي الداء السكري لدى الحامل إلى مشاكل صحية تؤثر في الجنين, ومن بينها الإجهاض.
5- التدخين من قبل الرجل أو المرأة.
وعلاجه : تجنب التدخين.
6- الإصابة الجرثومية بكتيرية كانت أو فيروسية, قد تؤدي إلى الإجهاض, ولكنها ليست بالضرورة متكررة.
العلاج : هو علاج المشكلة نفسها بعد تشخيصها بشكل دقيق.
القسم الثاني : الأساب المجهولة :
قد لا يكون سبب الإجهاض المتكرر معروفا بعض الأحيان, ومن الأسباب المحتملة وراء ذلك وجود خلل في الكروموسومات غير مشخص، و كذلك وجود خلل في جهاز المناعة غير مشخص.
تشكل هذه الأسباب مجهولة السبب حوالي 40% من حالات الإجهاض.
علاجها : يكمن في توفير الدعم النفسي, حيث لوحظ أن الدعم النفسي قد يفيد يقلل من حدوث حالات الإجهاض المتكرر مجهولة السبب.
تشمل الرعاية النفسية للحامل ما يلي :
- الدعم النفسي من قبل الأسرة والطبيب المعالج.
- الدعم النفسي الذي يقدمه استشاري الطب النفسي المختص إذا استلزم الأمر.
- سهولة الاتصال بين الحامل وطبيبها لمناقشة ما يعترض لها من مشاكل.
- إعطاء الحامل وقتا كافيا لعرض ما يقلقها من مشاكل, ومناقشة جوانب تلك الجوانب مناقشة هادئة.
- متابعة الحمل من البداية مع إجراء فحص الأمواج فوق الصوتية خلال الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل.
ملخص ما تقدم حول ما ينبغي معرفته للوصول إلى تحديد أسباب الإجهاض المتكرر :
أولا : السرد الدقيق للقصة المرضية بشكل تفصيلي.
ثانيا : إجراء بعض الفحوصات الطبية :
- معرفة نسبة السكر .
- فحص كروموسومات للزوجين مع فحص كروموسومات الأجنة بعد الإجهاض.
- فحص الرحم بالأشعة مع الصبغة أو بجهاز الموجات فوق الصوتية.
- إجراء فحص للرحم بالمنظار الرحمي.
- فحص نسبة التخثر ونسبة الصفائح والكريات البيضاء بالدم.
- في حالات خاصة يستلزم الأمر فحص الدم لمرض الذئبة الحمراء وأمراض المناعة وإعادة الفحص بعد ستة أسابيع, لمعرفة وجود أجسام مضادة..
1 - Lupus Anticoagulant
2 - Anticardiolipin antibodies( IGg
ملخص ما تقدم حول علاج الإجهاض المتكرر :
- ربط عنق الرحم, إذا كان السبب عدم إحكام عنق الرحم.
- المنظار الرحمي لعلاج التشوهات الخلقية بالرحم, كوجود الحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين.
- اسئصال الأورام الليفية جراحيا عند وجودها.
- قد تفيد مادة الهبارين Heparin تحت الجلد في علاج بعض حالات الإجهاض المتكرر الناجم عن وجود أجسام مضادة بسبب مرض الذئبة الحمراء.
أخيرا لا ينبغي أن نغفل أهمية العامل الغيبي, فللصدقة والدعاء أثرهما الداعم في علاج هذه الحالات, كعوامل مساعدة للجانب الطبي.
- ربط عنق الرحم, إذا كان السبب عدم إحكام عنق الرحم.
- المنظار الرحمي لعلاج التشوهات الخلقية بالرحم, كوجود الحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين.
- اسئصال الأورام الليفية جراحيا عند وجودها.
- قد تفيد مادة الهبارين Heparin تحت الجلد في علاج بعض حالات الإجهاض المتكرر الناجم عن وجود أجسام مضادة بسبب مرض الذئبة الحمراء.
أخيرا لا ينبغي أن نغفل أهمية العامل الغيبي, فللصدقة والدعاء أثرهما الداعم في علاج هذه الحالات, كعوامل مساعدة للجانب الطبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق