إن الحج من المشاريع العظيمة التي ينبغي أن يخطط المرء لها تخطيطا جيد, والتي من بينها ما يرتبط بصحته, كما سنشير إلى ذلك لاحقا.
نضع أمام الأخوة الحجاج والأخوات الحاجات هذه الإرشادات الصحية, والتي قد تساعدهم في المحافظة على صحتهم أثناء تأديتهم لمناسك الحج.
هناك عدة أمور نود من الأخوة الحجاج الوقوف عندها.
الأمر الأول : أخذ لقاح الحمى الشوكية قبل الذهاب إلى الحج :
تعتبر الحمى الشوكية أو التهاب السحايا الناجمة عن ميكروبات الماننجوكوكال Meningococcal من الأمراض الخطيرة التي تنتقل عن طريق الرذاذ، وتصيب أغشية المخ والنخاع الشوكي، وتبدأ أعراضها بارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد، وآلام في الرقبة، واضطراب عام في الوعي، وقد تؤدي إلى الوفاة خلال فترة قصيرة إذا لم يتم تقديم العلاج المناسب للمريض بأقصى سرعة؛ ولذا ينبغي على كل الحجاج أخذ المصل الواقي منها حفاظا على حياتهم وصحتهم, ولئلا يشكل إصابتهم بها عائقا أمام أدائهم لمناسك الحج؛ ويشمل ذلك الحجاج الذين لم يأخذوها سابقا، أو أولئك الذين أخذوها قبل سنتين ، على أن يتم ذلك قبل بدء أعمال الحج بمدة لا تقل عن 10 أيام، وإن هذه اللقاحات متوفرة في جميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.
الأمر الثاني :
هناك توجيهات صحية عامة على الحجاج الالتزام بها حفاظا على صحتهم :
1- ينبغي على الحاج الذي يخضع لبرنامج غذائي معين ( كمرضى الداء السكري أو الضغط وما شابه ) أن يوضح ذلك للمشرفين في الحملة, كي يقوموا بإعداد الغذاء الخاص به, كأن يكون قليل الدسم أو قليل الملح. .
2- شرب كمية كافية من السوائل قبل الشروع في أعمال العمرة والحج التي تفقد المرء كمية من السوائل والأملاح كالطواف والسعي والرمي.
3- أخذ راحة كافية ولو لعشر دقائق عقب الانتهاء من أحد أعمال الحج, فعلى سبيل المثال ينبغي على الحاج الراحة لفترة بسيطة بعد انتهائه من الطواف وصلاته, وقبل الشروع في أعمال السعي, كما أن عليه شرب كمية من السوائل ( من ماء زمزم) قبل الدخول في السعي, وذلك لتعويض الأملاح والسوائل التي فقدها أثناء الطواف نتيجة التعرق.
4- إذا شعر الحاج بتعب في الفاصل والعضلات بعد الانتهاء من أحد أعمال الحج, فإن أخذه لأحد المسكنات كالبروفين سيعمل على تسكين ذلك الألم لديه, ويؤخذ البروفين Brufen حبة واحدة قوة 400 مليجرام كل 8 ساعات عند اللزوم.
5- الإكثار من أكل الفواكه والخضروات, حيث أنها تعمل على منع الإمساك من جهة, كما أنها تزود الجسم بكمية من السعرات الحرارية والأملاح التي يحتاجها الحاج من جهة أخرى.
6- ينبغي على الحاج أن يأخذ معه بعض الأدوية الأساسية والتي من بينها:
- مخفضات الحرارة مثل : البنادول Panadol.
- مسكنات الألم مثل : حبوب بروفين Brufen , فولتارين Voltaren.
- محاليل الإرواء الفموي, وهي موجودة على شكل أقراص أو بودرة ORS .
- أدوية المغص مثل : بصكوبان Buscopan
- الأدوية الأساسية الخاصة بالأمراض المزمنة كالسكري والربو ولضغط وأمراض القلب
والداء المنجلي وغيرها, إذا كان الحاج مصابا بأحد هذه الأمراض.
7- المحافظة على النظافة فهي عنصر هام للوقاية من الأمراض :
- الامتناع عن تناول الأغذية المكشوفة المعرضة للذباب والأتربة واستعمال المعلبات أو الأغذية المحفوظة بقدر الإمكان مع التأكد من تاريخ صلاحيتها.
- استخدام المناديل الصحية للتخلص من الإفرازات المخاطية, حيث يساعد ذلك في تقليل حدوث حالات الإصابة بنزلات البرد.
نصائح لذوي الأمراض المزمنة :
إذا كان لدى الحاج أحد الأمراض المزمنة كالسكري والربو ولضغط وأمراض القلب والداء المنجلي وقرحة المعدة وغيرها فإن عليه مايلي :
1-أن يقوم بمراجعة الطبيب قبل ذهابه إلى الحج, أو قبل شروعه في أعمال الحج كي يضع له الخطة العلاجية المناسبة خلال أيام الحج.
2- أن يحمل بطاقة خاصة بها نوع المرض والأدوية التي يأخذها, كي يمكن إسعافه بسهوله لو استلزم الأمر.
3-أن يتعرف على أعراض المرض لديه كأعراض ارتفاع أو انخفاض السكر لدى المصابين بالداء السكري على سبيل المثال.
4-أن يتوجه إلى أقرب مركز صحي عند وجدود بعض الأعراض المرتبطة بالمرض.
نصائح لمرضى الربو :
- ينبغي على الحجاج المصابين بالربو الاستمرار في أخذ البخاخات المضادة للتحسس مثل البيكوتايد أو الفلوكسوتايد.
- ينبغي أخذ البخاخ الموسع طويل الأمد كالسيرفنت يوميا SERVENTبالنسبة لأولئك الذين يعانون من كحة شديدة أو عسر تنفس أثناء أدائهم لمجهود جسماني, وجرعته بختان كل 12 ساعة.
- ينبغي أن يكون لدى الحاج بخاخ الفنتولين, وذلك لعلاج أي أزمة ربو تصيبه أثناء أدائه لمناسك الحج, وجرعته 6 -8 بخات كل 6 ساعات عند اللزوم.
نصائح لمرضى القلب
- ينبغي على مرضى القلب الذين يعانون من ضيق الشرايين التاجية الالتزام بمواعيد أخذ الأدوية الخاصة, وعدم تأخيرها عن موعدها, ولا سيما أثناء أدائهم للمناسك التي تتطلب جهدا كبيرا كالطواف والسعي والرمي, إذ أن في عدم الانتظام بأخذ الأدوية خطر على صحتهم.
نصائح لمرضى الداء السكري
ينبغي على مريض السكر الانتباه إلى ما يلي :
- ينبغي أن تحتوي حقيبة السفر اليدوية على كمية كافية من الأنسولين أو الأدوية المخفضة للسكر ، وجهاز قياس السكر مع أشرطة فحص الدم، وقوالب السكر أو قطع من الحلوى، وحقنة الغلوكاغون، وهي عبارة عن هرمون يقوم برفع مستوى السكر في الدم سريعاً. أثناء السفر يجب حفظ الأنسولين في تيرموس.
- أخذ جرعة الأنسولين أو الأدوية المخفضة للسكر قبل تناول الوجبة طبقا لتعليمات الطبيب, ولذا على مريض السكري أن يحرص على معرفة كمية الجرعة العلاجية التي يأخذها وكذلك أوقات تناولها.
- الانتظام في تناول الوجبات الغذائية وعدم تأخيرها, وكذلك الاهتمام بتناول الوجبات الصغيرة بين الوجبات الكبيرة, ووجبة خفيفة قبل الشروع في الأعمال الشاقة كالطواف والسعي والرمي.
- عند زيادة الجهد أو الحركة كالطواف والسعي والرمي, فإن على الحاج وقبل شروعه في أداء هذه الأعمال أن يتناول كمية من الطعام تناسب مقدار الجهد الذي سيبذله في أداء هذه الأعمال. يمكن الرجوع في تحديد تلك الكمية إلى الطبيب أو اختصاصي التغذية.
- معرفة أعراض انخفاض السكر في الدم وأعراض ارتفاعه, فعندما يكون مستوى السكر في الدم أقل من 50 ملجم يؤدي إلى شعور المريض بالجوع، و تصبب العرق، وحدوث الرعشة، و الشعور بالدوخة والدوار، و الصداع،و صعوبة في التركيز والرؤية، و ثقل اللسان وتعثر القدرة على الكلام ، وتغير المزاج. وإذا لم يتم رفع مستوى السكر,. فإن ذلك يؤدي إلى تفاقم الحالة حيث قد يصاب الشخص باختلاجات ( تشنجات) وفقدان الوعي، أو ما يسمى بغيبوبة السكر.
- قياس الدم بصورة منتظمة, وكذلك عند الشعور بأي من الأعراض المشار إليها سابقا.
-أن يحمل معه قطع من الحلوى ليتناولها في حالات انخفاض السكر الحاد.
- عند شعور المريض بأي من أعراض انخفاض السكر, فإن عليه أن يتناول قطعتين من السكر أو الحلوى أو شرب كوب من عصير البرتقال أو ماء مذاب به سكر. أما في حالات نقص السكر الشديدة والتي تؤدي إلى حدوث الاختلاجات أو الغيبوبة, فينبغي نقل المريض بسرعة إلى أقرب مركز صحي لإعطائه محلول الجلوكوز عن طريق الوريد.
- يؤدي السكر إلى فقدان الإحساس بالألم نتيجة تلف أعصاب القدمين مما يجعلها عرضة للجروح والالتهابات، ولذا ينبغي الاهتمام بنظافة القدمين وغسلها يوميا بالماء والصابون, ولا سيما فيما بين الأصابع, وعدم إهمال جروح القدم مهما كانت بسيطة.
- ينبغي الرجوع إلى الطبيب عند وجود أي جرح أو تقرح في القدمين.
- لبس حذاء واسع لين مريح تفاديا لحدوث مشاكل صحية في القدمين
نصائح لمرضى الداء المنجلي
- تناول حمض الفوليك بشكل منتظم.
- شرب كمية كافية من السوائل قبل أداء الأعمال التي تؤدي إلى فقد كمية من السوائل من خلال التعرق, كالطواف والسعي والرمي, وكذلك بعد الفراغ من أدائها لتعويض السوائل المفقودة, حيث أن فقدان هذه السوائل قد يؤدي إلى حدوث نوبة ألم لدى هؤلاء.
- أن يأخذ مرضى الداء المنجلي معهم بعض مسكنات الألم مثل الفولتارين VOLTAREN أو البروفين BRUFEN لتناولها عند الحاجة.
-الاهتمام بتدفئة الجسم قدر الأمكان في الأجواء الباردة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق