الجمعة، 26 أكتوبر 2012

ماالطريقة المثلى لعملية المذاكرة؟


إن معرفة عملية المذاكرة بشكل جيد, يتطلب منا الإلمام ببعض المعلومات عن الذاكرة وطرق تخزين المعلومات. 

الذاكرة هي الاستطاعة على الاحتفاظ بالمعلومات والتجارب ومن ثم استعادتها لاحقاً. 

وظيفة الذاكرة هي تسجيل المعلومة، والاحتفاظ بها، ومن ثم استعادتها وقت الحاجة؛ ويعتقد العلماء أن الذاكرة يمكن تقويتها بالتدريب، تماما مثل تقوية العضلات برفع الأثقال. 

إنَّ مناطق الكلام وترجمته في الدماغ تختلف عن تلك المناطق المسؤولة عن الذاكرة، والتي تكون معرضة للخلل أكثر من المناطق الاخرى، لذلك لا ينسى المريض بفقدان الذاكرة الكلام. 


أقسام الذاكرة : 

- الذاكرة البسيطة أو الحديثة قصيرة المدى، مثل استعادة بعض الأعداد أو الأعمال التي عملت هذا اليوم, مثلا. 

-الذاكرة طويلة الأمد التي تمتد من أيام إلى أشهر أو سنوات وتعتمد هذه الأخيرة على التصور الحسي والنظري بالإضافة إلى الثقافة والتكرار. 

الذاكرة الحديثة عرضة للإصابة أكثر من الذاكرة طويلة الأمد، فقد ينسى الشخص بعض الأحداث اليومية، بينما يستحضر حوادث حصلت قبل عدة سنوات. 

هنالك فرق بين النسيان العادي الذي يحصل نتيجة عدم التركيز وذلك الذي يحصل نتيجة لأسباب عضوية، حيث يصعب على المريض التركيز واستعادة بعض الجمل أو الأعداد بعد دقائق حتى لو اجتهد في التركيز وحاول الاستعادة. 

سوف أشرع في بيان الوسائل السليمة التي تحقق المذاكرة الناجحة, إذ يوجد لدى كثير من الناس أساليب خاطئة في مذاكرة المواد.

إن الاحتفاظ بالمعلومات ليس مهما للامتحانات فقط, بل لشؤون الحياة المختلفة, ولا ينبغي اعتبار الامتحانات الهدف الكلي للاطلاع والبحث, فالاطلاع والبحث عملية ديناميكية مستمرة, لا تتوقف عند سن معين.

إن العوامل المساعدة على المذاكرة الناجحة تنقسم بصفة إجمالية إلى قسمين :

1- مقدمات ينبغي وجودها قبل الشروع في عملية المذاكرة نفسها. 

2- وسائل وطرق القراءة السليمة أثناء عملية المذاكرة. 

أولا : - ماهي العوامل المساعدة على عملية المذاكرة؟ 

العامل الأول : العامل الغذائي :

هناك أمور تعتبر من المقدمات الأساسية للمذاكرة, ويعتبر العامل الغذائي من أبرز تلك العوامل.

للأسف, فإن هذا العامل مُهمَل لدى الكثيرين, ولا سيما الطالبات, حيث نجد أن سوء التغذية كثيرة الشيوع بين الطالبات لأن غذائهن غير متوازن, إذ يعتمدن على مصادر لا توفر حاجياتهن الغذائية كالشوكلاتة والبببسي ..... ونجد أن الأمهات يعشن صراعا مع بناتهن عند كل وجبة, بسبب عدم وجودهن على المائدة أثناء الوجبات الرئيسية.

تبتعد كثير من الفتيات عن أكل اللحوم والمواد الغنية بالحديد بحجة الرشاقة, ويؤدي هذا إلى إصابتهن بفقر الحديد " أنيميا الحديد ", وتؤدي هذه المشكلة إلى شعورهن بالكسل والخمول والتعب عندما يبذلن مجهودا - حتى لو كان قليلا - و ضعف التركيز وقلة الانتباه والنسيان.

إن أحد أسباب النسيان لدى الطلبة هو وجود فقر دم لديهم, وعلاج هذه المشكلة يتمثل في علاج المشكلة نفسها, لذا ينبغي على الأشخاص الذين يكثر النسيان لديهم التأكد من خلوهم من فقر الدم, بإجراء فحص طبي, وعمل تحليل دم لمعرفة مستوى اليحمور " الهيموجلوبين" لديهم, فإذا كان الهيموجلوبين منخفضا, فعليهم أخذ العلاج, والعلاج في هذه الحالة يساعد في استئصال مشكلة النسيان الناتجة عن فقر الدم.


النقطة الأخرى هي أن أداء المذاكرة عند الجوع الشديد أو عقب تناول وجبة دسمة يقلل التركيز ويجعل حدوث النسيان سهلا.

لماذا؟

لماذا لا تكون المذاكرة ناجحة أثناء الجوع الشديد؟ 


إن المذاكرة عملية حيوية, وتستلزم توفر طاقة معينة تساعد خلايا الدماغ على أداء وظيفة المذاكرة بشكل فعال, ولذا فإن عدم توفر تلك الطاقة - أثناء الجوع - يعيق أداء العمليات الحيوية التي تحدث أثناء المذاكرة, ويقلل من التركيز مما يمهد لنسيان المعلومات بشكل سريع.

لماذا لا تكون المذاكرة ناجحة عقب تناول الوجبات الدسمة أو الكبيرة؟ 

بصفة عامة, فإن تدفق الدم يخضع للنشاط الأساسي الذي يؤديه الجسم, ففي حالة أداء المجهود الرياضي - على سبيل المثال - يزداد تدفق الدم إلى العضلات ليوفر لها الطاقة اللزمة التي تساعدها على أداء دورها بفعالية.

كذلك الحال, أثناء الأكل الدسم, إذ يزداد تدفق الدم نحو الأمعاء لزيدة فعالية عملية امتصاص المواد الغذائية من الجهاز الهضمي, ويساعد على حدوث الكسل والخمول وعدم الاستعداد لأداء الوظائف العقلية كالمذاكرة.

ولهذه المعلومات تطبيقات عملية هي :

- أن يتم البدء في المذاكرة بعد ساعة على الأقل بعد تناول وجبة الطعام.

- أما بالنسبة للطلبة الصائمين أو الطالبات الصائمات, سواء أكان خلال شهر رمضان أو غيره من الشهور , فإن الوقت المناسب لبدء المذاكرة هو بعد الافطار بساعتين ,‏ لما يصاب به الصائم من خمول عقب الإفطار؛ وتستمرالمذاكرة لفترة تتراوح بين ‏ثلاث إلى أربع‏ ساعات حسب حجم المادة العلمية, مع أخذ فترات راحة بين فترة وأخرى, لاستئناف المذاكرة بروح نشطة. 

- تجنب أكل الوجبات الدسمة أو الكبيرة أيام الامتحانات, لأن هضمها يسنلزم وقتا طويلا.

ما المقدمات الأخرى لعملية المذاكرة الناجحة ؟

هناك جوانب أخرى ينبغي الانتباه إليها كي تكون عملية المذاكرة ناجحة, وهي :

- الرؤية الواضحة. 

2- الإبصار السليم. 

3- الجلسة المريحة. 

4- حركة العينين. 


أولا : الرؤية الواضحة : 


ينبغي أن تكون الإنارة الإضاءة كافية متوزعة على الغرفة بشكل منتظم, فلا ينبغي أن تكون درجات الاضاءة في مكان المذاكرة متفاوتة. 

يفضل الضوء الأبيض‏(‏ النيون‏)‏ فهو يعطي راحة نفسية وبأن تكون الاضاءة من الشمال اذا كانت الكتابة باليد اليمني وليس من الأمام لمنع إصابة العينين بالإجهاد.‏ 

يقوم بعض الطلبة - أثناء مذاكرتهم بوضع مصباح على الطاولة, بينما بقية الغرفة مظلمة, وهذا تصرف غير سليم لأنه يؤدي إلى إصابة العينين بالإرهاق, بسبب انعدام تساوي الضوء في كل زوايا الغرفة.

إن نقص الإضاءة الكافية يجهد العينين, ويبعث على الشعور بالملل بعد البدء بالمذاكرة بفترة قليلة. 


ثانياُ: الإبصار السليم : 

تتجه كلتا العينين إلى الداخل أثناء القراءة - باتجاه الأنف - ويؤدي هذا إلى رؤية الكلمات بشكل واضح, ويجعل من القراءة سهلة.

قد يكون لدى الطالب مشاكل بالنظر كقصر النظر أو طول النظر أو غيرها, والذي تكون من أعراضه الشعور بإجهاد العينين أو حدوث الصداع, والشعور بالملل أثناء القراءة. ولذا فإن على الطالب إذا لا حظ أن لديه مشكلة في الرؤية للكتاب أو السبورة أن يقوم بفحص لقوة الإبصار لديه لمعرفة ماإذا كانت حالته تستلزم استخدام نظارة طبية أم لا.

إن قلة الإبصار تقلل من عملية الاستيعاب, وتسهل عملية النسيان.

ثالثا : الجلسة المريحة : 

يجب أن تكون المذاكرة علي مكتب أو طاولة, وأن يجلس الطالب على كرسي مريح وليس على السرير ليكون جلوسه مريحا و مستقيما وهذا له أثره في زيادةالاستيعاب . 

ينبغي أن يكون الجذع معتدلا أثناء الجلوس, مع تجنب الانحناء على الطاولة.

يجب أن تكون المسافة بين العينين والكتاب أثناء القراءة بين 30-35 سم.

هناك أوضاع خاطئة يمارسها بعض الطلبة أثناء المذاكرة من بينها :

- الاستلقاء على الظهر. 
- الانبطاح.
- الاضطجاع على الجنب.

هذه الأوضاع تسبب إجهادا بالعينين وتقلل من عملية التركيز.

4- حركة العينين. 


هنالك فرق بين حركات عيني القارىء الماهر وبين القارىء غير الماهر من ناحيتين : 

أولا : عدد وقفات عيني القارىء الماهر أقل عادة من عدد وقفات القارىء غير الماهر, فالقارىء البطىء سيتوقف عند كل كلمة, ويقرأ كل كلمة باعتبارها وحدة مستقلة لا ارتباط لها بما قبلها وما بعدها, وهذا النوع من القراءة يضيع قسمًا كبيرا من الوقت. 


ثانياً : إن عينا القارىء الماهر تتحرك في اتجاه واحد, فلا ترجعان بدون مبرر إلى المواضع التي سبق قراءتها. إنَّ قيام العينين بهذه الحركات الخلفية يجعل من عملية القراءة عملية بطيئة. 

إن التعود على عدم الرجوع إلى الخلف يتطلب مرونة قد لا تتوفر في البداية, ولكن مع ممارسة هذا النمط من القراءة , فإن الشخص سيعتاد هذا النوع الذي يختصر له وقت المذاكرة. 

ولتحقيق ذلك : 

- أن يقوم الشخص بتقييم نفسه من ناحية عدد الوقفات والحركات الرجعية التي قام بها, ومن ثم محاولة التقليل منها. 

- أن يسعى الشخص جاهداً- قدر الإمكان - أن يفهم ما يقرأه من القراءة الأولى, دونما الحاجة إلى التوقف عند كل كلمة, أو الكلمات السابقة لأن هذا من شأنه أن يُسرِّع من عملية القراءة. 


بعد هذه المقدمة التي أشرت إليها, والتي تعتبر من الأهمية بمكان كبير لتحقيق المذاكرة الناجحة, سأشرع في الدخول في عملية المذاكرة نفسها.

العامل الأول المرتبط بالمذاكرة الناجحة هو التفكير الإيجابي :

ما المقصود بالتفكير الإيجابي؟

ينظر كثير من الطلاب والطالبات إلى المذاكرة أنها هم وعبء كبير, لذا يتثقالون في أدائها, ويتعاملون معها كمتطلب يجب عليهم أن ينجزوه وإلا أخفقوا. 

لا ينبغي أن يحمل هؤلاء الطلبة هذا الشعور نحو عملية الاستذكار, بل ينبغي عليهم أن يحملوا شعوراً بالرغبة في الاستزداة من المعارف والانتهال منها دون ربط ذلك بالامتحانات دائماً. 

إن نظرة الطالب أن تصفحه لتلك المادة المعينة سيزيد من حصيلته الثقافية والعلمية في جانب ما, سيعمق ارتباطه بالمذاكرة لتصبح القراءة والمذاكرة أشبه ما تكون بهواية مفضلة يسعد بأدائها, ويشعر بالضيق إذا ابتعد عنها.

يؤكد خبراء التربية وعلم النفس أن السبيل الامثل للتخلص من الشعور بالملل من القراءة هو النظر إلي المذاكرة كنوع من القراءة الاستمتاعية التي تضيف المعلومات وتوسع المدارك والثقافة‏.

لذا ينبغي على الطالب أن يبعد عن تفكيره وهم الخوف من المذاكرة, وأن يعتبرها أحد هواياته التي يستأنس بأدائها, ويستوحش بتركها. 

على الطالب أن يتخلص من العوامل النفسية التي تؤدي إلى فشل المذاكرة كالرهبة والخوف اللذين يؤديان إلى النسيان بسهولة. 

سأتناول هذه النقطة بشيء من التفصيل :

- وجود الدافع في التعلم : 

وهنا يأتي دور الأسرة والمعلمين في تقوية هذا الجانب في أنفس الطلاب وحثهم على السعي لنيل العلم واكتساب المعرفة, واتباع الأساليب التي من شأنها دعم ذلك والتي من بينها : 

- خلق روح التنافس بين الطلاب وهذا يحفز من رغبتهم ويهيء انتباههم الدراسي. 

- التأكيد على المنحى الإسلامي في الدعوة إلى العلم من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلام أئمة الهدى. 

وعلى الأبوين توجيه أبنائهم إلى قراءة التوصيات الإسلامية وما يترتب عليها من أجر من الله, مضافاً إلى ما يكتسبه الطالب من فائدة في استزادته من المعلومات. 

إن من الممارسات الخاطئة التي يمارسها الأباء هي ضرب أبنائهم عندما لا يحققون الدرجة التي يريدها هؤلاء الأباء, وتهديد الأبناء بالضرب إن هم لم يذاكروا, أو القيام بضربهم بالفعل. كل هذه التصرفات ذات آثار سلبية في أنفس الطلبة, إذ تولد لديهم أمراض نفسية, كما أنها تولد لديهم الكراهية للمذاكرة والدراسة, ولذا تجد الطلبة يقومون بالمذاكرة في الأوقات التي يكون فيها الأباء بالبيت.

على الأباء أن يحببوا الدراسة إلى الأبناء بالأساليب اللطيفة المشجعة, وأن يتجنبوا قدر الإمكان أسلوب التهديد. 

أما بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية والجامعية فإن درجة النضج لديهم تدفعهم إلى الرغبة في الاستزادة العلميية, عندما يعلمون أن نجاحهم الدراسي ينقلهم إلى مرحلة تجعل منهم عناصر نافعة في المجتمع, فطالب الجامعة سيتخرج ويكون موظفاً يفيد اخرين بعلمه, وسيتطيع أن يعتمد على نفسه من خلال راتبه في تكوين أسرته وما شابه ذلك. 


قال الإمام علي عليه السلام : الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ ، وَالادابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ . 

وورد عن الإمام الصادق عليه السلام : 

" أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله, وانصحوا لأنفسكم وجاهدوها في طلب المعرفة مالا عذر لكم في جهله... " 

" اطلبوا العلم فإنه رأس الفضل " 



إن معرفة الطالب بأن نتيجة مذاكرته ستتوج بالنجاح الذي سيحقق له وجوداً اجتماعياًوقرباً من الله لأنه من الأشياء التي دعا إليها الإسلام سيرفع من استعداداته للمذاكرة التي تعتتبر وسيلة للوصول إلى ذلك الهدف. 

على الطالب أن يؤمن أن السعي لطلب العلم قربة لله تعالى, وأن فيه رضا الله , فضلاً عما يحصل عليه الإنسان من الثواب الجزيل بسبب جعله تلك المذاكرة قربة لله تعالى تحقيقاً للأوامر القرآنية والنبوية في السعي للاستزادة من نور العلم, التي تعتبر المذاكرة أحد أسبابها, وهذا سيدفعه للإقبال عليها.

أود الإشارة إلى بعض النقاط المرتبطة بالتفكير الإيجابي : 

إن للعوامل النفسية دور كبير في تحقيق المذاكرة الناجحة. 

هذه بعض التوجيهات التي تساعد في تعزيز التفكير الإيجابي لدى الطالب : 

- ينبغي على الطالب أن يبعد عن تفكيره وهم أن هذه المادة صعبة, وأن معظم الطلبة لا يحالفهم النجاح فيها, بل عليه أن يقول لنفسه أن هذه المادة ستكون سهلة بعد أن يشرع في مذاكرتها, وأنه سنال فيها درجة عالية. 

عليه أن يقول لنفسه : إن ذاكرتي لديها فهم أي مسألة حسابية, أو أي قاعدة في اللغة العربية أو الإنجليزية.... الخ..... 

- وضع العبارات التي تحمل تعبيرا إيجابيا أمامه, لتزيل من نفسه شبح الخوف, وأن ينظر إلى تلك العبارات بشكل مستمر. 

- أن يثق بذاكرته, وأن لديها المقدرة على استيعاب ما يذاكره من مواد علمية, فلا ينبغي عليه ترديد أمثال هذه العبارات " ذاكرتي دمار " " أنا ما أفهم" " مخي ... " , الخ.... 

- أن ينمي في نفسه حب المادة وأن يزيل كراهيته لها, لأن كراهية الطالب لمادة ما, تعيق عملية المذاكرة الناجحة. 


وضع خطة معينة للمذاكرة : 

كأن يخصص الطالب وقتاً معيناً لمذاكرة مادة معينة مع محاولة إنهائها قبل ذلك الوقت المحدد إن أمكن. 

- إعادة صياغة المادة : 

بإمكان الطالب عمل مذاكرت خاصة لإعادة صياغة المادة بالأسلوب الذي يريحه في مذاكرتها, وهذا يجعلها أكثر تنسيقاً وأسهل مراجعة. 

- محاولة الفهم أكثر من الحفظ : 

إن المعلومات التي تحفظ مع الفهم ستبقى في الذاكرة أطول من تلك التي تحفظ دونما فهم, يمكن للطالب الاستعانة بالوسائل السمعية والبصرية ومساعدة الآخرين ليوضحوا له الأشياء التي يصعب عليه استيعابها. 

إن وجود الصور الذهنية لمادة ما سيعمل لها وجوداً قوياً بالذاكرة, لأن تلك الصور تسهل عملية الاسترجاع. 

- قراءة المادة قراءة مجملة, ثم قراءتها تفصيلاً : 

والمقصود هنا أن يقرأ الطالب المادة قراءة سريعة في البداية دونما توقف عند بعض النقط - حتى التي لم يفهمها- ليأخذ فكرة عامة عن المادة وعما بهامن موضوعات وماهي علاقة تلك الموضوعات ببعضها , وليرسم في ذهنه أبعاده, ثم بعدئذ يحاول قراءته بتأن 
لمعرفة تفاصيل المادة . 

- تقسيم المعلومات إلى وحدات : 

إن عملية تقسيم الموضوع إلى وحات تساعد على سهولة الحفظ وسرعة التذكر, بينما الطريقة الكلية تبطىء من عملية الحفظ والتذكر. 

- محاولة ربط المعلومات السابقة بالمعلومات الجديدة لتسهيل عملية تخزينها واستراجعها. 

مثلا, نعلم أن الأحماض تحمر ورقة عباد الشمس, وأن القلويات تزرقها, فلئلا يحدث اشتباه في أيهما يحمر ورقة عباد الشمس الحمض أم القاعدة, نستخدم هذه الوسيلة لتثبيت المعلومة : 

حرف" الحاء" موجود في الحمض "و " أحمر" و حرف القاف موجود في " القلويات" و" أزرق" إذاً الحمض يحمر ورقة عباد الشمس والقلويات تزرقها وهكذا. 


- محاولة قراءة المادة قبل شرحها, وهذا سيجعل الطالب يأخذ فكرة عن المادة, وسيكون لديه بعض النقط غير واضحة, والتي سيحاول أن يركز ذهنه فيها في اليوم التالي عند شرحها من قبل المعلم. 

- أخذ فترة راحة بين فترة وأخرى أثناء المذاكرة : 

ينبغي ألا تكون فترة المذاكرة متصلة دون أن يتخللها فترات راحة, بل ينبغي أخذ قسط من الراحة بين فترة وأخرى أثناء المذاكرة, لأن هذا يجعل عملية التعلم أسرع, كما أنه يرسخ المعلومات في الذاكرة بشكل أفضل. 

بالطبع فإن فترة الراحة يختلف حسب طبيعة المادة ودرجة صعوبتها . 


مطالعة المادة الدراسية قبل شرحها :

إن مطالعة المادة قبل شرحها لن يسلبها عنصر التشويق, بل يقويه, فالطالب عندما يطالع المادة سيفهم أشياء ويصعب عليه فهم أشياء أخرى, ولذا فإنه عندما يستمع إلى شرح المعلم في اليوم التالي, سيكون أكثر تركيزا على النقاط التي استعصى عليه فهمها, وهذا يسهل عليه مذاكرة المادة بعد شرحها. 

كما أن اطلاع الطالب على المادة قبل شرحها, يجعله أكثر مشاركة وتفاعلا مع المعلم, وتجعل لديه استعدادا للإجابة على أسئلة المعلم التي قد يطرحها أثناء الشرح, وإن إجابة الطالب على تلك الأسئلة ترفع من معنوياته وتقوي ثقته بنفسه, وتمثل دافعا قويا يدفعه نحو المذاكرة والمثابرة. 

كما تعلمين, أنه يصعب على أي طالب أن يحتفظ بدرجة التركيز نفسها طول فترة الشرح, ولذا فإن مراجعة الطالب للمادة قبل شرحها, تجعله يدخر درجة التركيز العالية للنقاط التي يرى أنها بحاجة إلى إيضاح أكثر. 

إن قراءة الطالب للمادة قبل الشرح قد تخلق لديه نوعا من اللبس في فهم بعض أجزاء المادة وعدم الترابط بين أجزائها , ولذا فإن استعادة المعلومات ثانية أثناء الشرح, يزيل هذا الالتباس, ويحكم درجة التشابه بين عناصرها. 

إن التذكر عملية معقدة تتم فى المخ لاسترجاع أو لاستعادة ماحفظه الإنسان أو شاهده أو تعلمه أو جربه سابقًا. 

إن كل شىء يحدث للإنسان يترك أثراً أو تسجيلاً فى المخ ، وهذا الأثر يزول ببطء ، مالم يتم استدعاؤه مرة ثانية. 

إن مراجعة المادة قبل شرحها يعزز من عملية التذكر, حيث يتم استدعاء المعلومات مرة أخرى, وهذا بالتالي يؤدي إلى فهمها بدرجة أعمق, وإلى الاحتفاظ بها لفترة أطول. 

تركيز الانتباه : 

هناك عوامل مساعدة في تقوية التركيز منها : 

- أن يخصص الطالب وقتاً معيناً يومياً للمذاكرة, بحيث يحاول قدر الامكان أن يذاكر فيه يوميًا. 

إن هذا من شأنه تهيئة الذهن لاستعداد للمذاكرة, أما الأسلوب المتبع وهو المذاكرة " حسب الرغبة" فهذا أسلوب غير ناجح. 

- تهيئة مكان مناسب للمذاكرة : 

المكان ينبغي ألا يشعر الطالب بالملل والرغبة في النوم كغرفة النوم مثلاً, لأن هذا يشجع الطالب على الاسترخاء والنوم. 

كذلك ينبغي تجنب الأماكن التي تعج بالأصوات المزعجة.

- التخلص من المشاكل النفسية :

إن القلق النفسي, والاكتئاب وتشتت الذهن, يقلل من عملية التركيز, وبالتالي يقلل من درجة الاستيعاب والتحصيل, ويؤدي إلى نسيان المادة بسرعة.

لذا ينبغي على الطالب تجنب التوتر النفسي والخلود إلى الراحة النفسية, ولا سيما أوقات الامتحانات. إن عليه تجنب العوامل المؤدية إلى حدوث الانفعالات النفسية. كما أن عليه أن يفرغ نفسه للمذاكرة ويبتعد عن المشاغل الخاجية ما أمكنه ذلك.

إن هناك أشياء تبعث على الهدوء النفسي كقراءة القرآن الكريم والأدعية الواردة في الكتب المعتبرة, لأن هذه تعمل على زيادة صفاء النفس وهدوئها.

ولذا ينبغي على الطالب أن يقرأ شيئا يسيرا من القرآن الكريم قبل البدء في عملية المذاكرة, ليزيد من درجة الهدوء النفسي والعاطفي لديه, وبالتالي زيادة درجة التركيز. 

كما أن المداومة على قراءة القرآن أو الأذكار قبل المذاكرة, يرفع من رغبة الشخص في تلقي المعلومات, ولا سيما إذا وضع نصب عينيه أن مذاكرته تعتبر قربة لله تعالى, واتباعا لتوجيهات الإسلام التي حثت على العلم ورغبت في تحصيله. 
من الأمور الهامة التي تساعد على التركيز أثناء المذاكرة هي : 

القيام بعمل الملخصات: 

يتمثل ذلك في قيام الطالب بتلخيص أهم الأفكار الواردة في المادة التي يقرؤها في مذكرة خاصة. 

إن لتلخيص الأفكار فوائد عدة من بينها : 

- أنها تقوي من عملية التركيز لدى الطالب. 

- أنها تسهل عملية فهم المادة, حيث تجعل عناصر المادة متقاربة ومتشابكة, وتوضح أوجه الشبه والاختلاف بين أجزاء المادة. 

- أنها تسهل عملية استحضار المعلومات بشكل أسرع, ولا سيما أيام الامتحانات. 

قد لا يجد الطالب وقتا كافيا لمراجعة المادة بأكملها ليالي الامتحانات, ولكن وجود الملخصات يختصر لديه الوقت اللازم لمراجعة المادة, لأن هذه الملخصات تمثل المحور الرئيسي الذي تدور حوله أسئلة الامتحانات. 


هناك نقاط جديرة بالانتباه حول عملية التلخيص : 

- أن تلخيص المادة يكون بعد أن يقرأها الطالب قراءة كاملة وواعية, ثم يقوم بعد ذلك بكتابة التلخيص لتنظيم أجزاء المادة, وتسهيل الرجوع إليها لاحقا. 

إن الملخصات عملية مساعدة لقراءة المادة, وليست بديلا عن الكتاب, إذا ينبغي على الطالب قراءة الكتاب أولا. 

إن قيام الطالب بعملية التلخيص تقوي درجة التركيز لديه, حيث يتمعن في المادة بعمق سعيا منه لإقامة علاقة محمكة وسهلة الفهم بين أجزائها المختلفة. 

- أود التأكيد أن الاعتماد على ملخصات الآخرين طريقة خاطئة, وينبغي أن تكون الاستثناء لا القاعدة, وذلك في حالات معينة كأن يكون الوقت ليس كاف, أو ما شابه ذلك. 

- ينبغي على كل فرد أن يلخص الموضوع بالطريقة التي يرتاح إليها, فقد لا تكون طريقة غيره في التلخيص ملائمة له. 

إن للوسائل السمعية والبصرية دورها الفاعل في تسهيل عملية الفهم والمساعدة على المذاكرة الناجحة, وقد تم أكد ذوو الاختصاص على ذلك.

إن استخدام وسائل الحس المختلفة يساعد على إيصال المعلومة بشكل سهل, ويعمق فهمها, ويساعد في الاحتفاظ بها لفترة أطول.

من تلك الأمثلة :

- الاهتمام بدراسة الرسوم التوضيحية والمخططات والجداول, حيث أنها تعمل على زيادة درجة التخيل.

- وضع لون معين - أو خط تحت - على المعلومات المهمة.

بإمكان الطالب وضع ألوان مختلفة على الكلمات, كأن تكون التعريفات الأساسية بلون, وغيرها بلون آخر.

إن من الأحطاء التي يعملها الطلبة أثناء المذاكرة, هو وضعهم خط تحت كل سطر. إن هذه الطريقة لا تحدد المعلومات الأكثر أهمية من غيرها.

لا ينبغي وضع تلك الخطوط تحت الكلمات, أةو استخدام الألوان مباشرة أثناء القراء, بل بعد إعادة القراءة وفخهم الموضوع.

إنه كما معلوم أن كثيرا من المعلومات تكون جديدة أثناء القراءة الأولى, بينما لا تكون كذلك أثناء القراءة الثانية أو الثالثة للموضوع نفسه, ولذا ينبغي الإشارة إلى النقاط الهامة بعد أن يستوعب الطالب الدرس, وهذا يسهل عليه مراجغعة المادة لاحقا.

- ترقيم الأفكار الرئيسية على هامش الكتاب.

- الكتابة أثناء القراءة يختصر الوقت اللازم لفهم المادة واستيعابها , حيث أن الكتابة تزيد من درجة التركيز.

قال الحكماء : " إن لليد ذاكرة"

مراجعة نماذج الأسئلة السابقة :

إن من الأمور الهامة في عملية تثبيت المعلومات هي مراجعة الأسئلة السابقة المتعلقة بالموضوع الذي يذاكره المرء.

إن هذه الأسئلة تعطي الطالب فكرة عن نوعية الأسئلة, وعن النقاط التي تكون موضع أسئلة, وتجعله يركز على نقاط معينة أثناء المذاكرة.

إن قياس فعالية المذاكرة لايتم من خلال طول الفترة التي يقضيها الطالب في المذاكرة فقط, بل بنوعية المذاكرة, فالمذاكرة كيفٌ قبل أن تكون كما.

نجد أن بعض الطلاب يصرف أوقاتا طويلة في عملية الاستذكارمع قلة النتاج النهائي لهذه المذاكرة, بينما نجد أناسا آخرين يصرفون وقتا أقل في المذاكرة, ولكنم يعطون نتائج أفضل في الامتحانات.

بإمكان الطالب مراجعة الأسئلة قبل الشروع في عملية المذاكرة, وبعد الفراغ منها. إن مراجعتها قبل المذاكرة تحدد له مدى معلوماته عن هذا الموضوع ومدى معرفته عنها, كما أن قراءة الأسئلة بعد انتهائه من المذاكرة, تعتبر عملية تقييمية للمذاكرة التي قام بها, وهل أن هذه المذاكرة كانت فاعلة أم لا؟.

نجد كثيرا من القائمين على البرامج والدورات التعليمية - على سبيل المثال - يجرون امتحانين للملتحقين بتلك الدورات : امتحان قبل البدء في الدورة, وآخر بعد الانتهاء منها, لمعرفة مدى التقدم الذي أحرزه الملتحق بالدورة في الامتحان التالي مقارنة بالالتحاق السابق. إن أهمية هذه الامتحانات, تكمن في أنها تقوي من درجة التركيز أثناء الشرح.


هناك تعليق واحد:

  1. موضوع جميل . نتمني لك ان تنتقل من نجاح الي نجاح ومن تقدم الي تقدم .
    أسامة حمدي
    http://www.goeng4u.blogspot.com

    ردحذف